المرحومتين الأستاذة التربوية فوزية نعمان والدكتورة رؤوفة حسن الإعلامية عادتا جثتين هامدتين في صندوقين, ويفصل بين عودة الصندوقين فارق زمني, قرابة عام.
جثة فوزية كانت في صندوق الموت في نفس الطائرة التي كنت على متنها ولم اكن أعلم حينها.
وعندما عرفت بعودة رؤوفة في صندوق الموت ذهبت مع صديقات الى المطار لإستقبالها, تأخرنا بسبب الحواجز والمتارس وعند وصولنا كان الجميع قد رحل بالصندوق.
فوزية ورؤوفة كن من النساء اليمنيات الإستثنائيات ذوات كفاءة عالية وخبرات مهنية نادرة, لم تنصفهما الدولة كما ينبعي, لا لشئ إلا لأنهما إناث, رغم ندرة المتميزات أمثالهما في مجتمع شديد الذكورة.
بينما نجد نساء عابرات للأنظمة, بالكلام البلدي من نوعية سُحي لُحي, يتبوأن مناصب غير مستحقة لا لشئ سوى استحقاق القرابة لمسؤول ما في الدولة, أو فسادهن بما يجعلهن مقربات لذهنية الفسدة أو تواطئهن البليد إما بصمتهن المحبب أو تمجيدهن المرغوب, فالذكر المسؤول يكفيه نكد الزوجة في البيت ولا يحتمل "نكد " أخرى في العمل.
برحيل الإثنتين رؤوفة وفوزية يتأكد لنا يوم عن يوم خسارة الوطن وخسارة الحركة النسائية لرائدتين خلاقتين.
الرحمة والمغفرة لهما, ولا عزاء لنا في غيابهن الموحش.
No comments:
Post a Comment