منذ البارحة وانا مرتبكة, غاضبة , مترددة في تصديق أن تصريح للشيخ حميد الأحمر جاء في مقال للباحثة إيفا شولمان نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 23 مايو 2012 وأعادت نشره صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية في اليوم التالي, حيث كتبت بالحرف انه قال بنغمة حادة رداً على سؤالها حول ساحة التغيير:
((ان هناك سلوك حوٌل الساحة الى مرقص للديسكو, وهؤلاء النسوة أردن المشي في المسيرات يدا بيد مع أصحابهن كالعشاق وهذا ليس سليم وضد ديننا)).
عندما جأتني مساء البارحة منشورات الفيسبوك الغاضبة والتعليقات الأشد غضباً, قلت بحسن ظن لا بد ان هناك خطأ ما في الترجمة, وبسوء ظن أيضاً قلت: ربما هي تسريبات إعلامية مفبركة.
أنطفئت الكهرباء ولم أتمكن من التاكد من مصدر الخبر, وفي الصباح انشغلت باجتماعات عدة , وفي المساء كان اول ما فعلت هو تصفح الموقع الإلكتروني للنيويورك تايمز بحثاً عن المقال حتى وجدته. قرأت المقال وأعدت قراءة العبارة مرات ومرات, ثم قرأت المقال كاملا مرة أخرى علني اجد ما قد يناقض هذا التصريح, أو حتى يخففه, ترددت في التعليق على اياً من المنشورات لأني وجدت بيان من المكتب الإعلامي يقول بأن حميد سيصدر توضيح, صدمني هذا الخبر, كنت اتوقع ان يصدر التوضيح لا إعلان عن توضيح قادم خاصة ان المشاعر تغلي والنفوس هائجة والكتابات نارية ترد الصاع صاعين.
أردت ان أتريث أكثر لأقرأ التوضيح المنتظر كونه ربما سينفي الخبر ويتهم الباحثة بالإفتراء لثمن ما مدفوع من قبل أطراف معادية له, هكذا توقعت, او ربما تمنيت, فقدراتنا على تلقي الضربات الموجعة لم تعد كالسابق لكثرتها وتعدد أطرافها, وتمنيت ان يأتي التوضيح بالعزم على مقاضاتها جراء ما لحقه من أذى بليغ كسياسي وثائر ورجل أعمال, وما تركه تصريح مخجل ومعيب من أثر سئ على سمعة ومشاعر الثائرات اليمنيات والثوار إجمالاً.
إلا اني ادركت أن أسبوع قد مر منذ أن نشر الخبر في الصحيفة, ولم يأت نفي أو إعتذار من حميد الأحمر.
هنا أجدني بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان (SAF) وجميع الثائرات أعبر عن مشاعر الصدمة والإستياء والإستنكار والغضب والخذلان لما ورد على لسان الشيخ حميد الأحمر من إساءة وإهانة وتجريح وافتراء على الثائرات في ساحة التغيير (التصريح كان محصورا عليها).
إن أقل ما ننتظر من حميد الأحمر هو النفي والتكذيب لما نشر, مع قراره الجاد بمقاضاة الباحثة لإثبات مصداقيته, أو الإعتذار السريع والواضح لكل الثائرات والثائرين على ما بدر منه, بالشكل الذي يهدء النفوس المروعة من هكذا تصريح, وإلا فإن ساحة العدالة ستكون الفيصل بين الشيخ " الثائر" والثائرات الجريحات, خاصة ان هناك من الثائرات من قد أعلن عن قرارهن بمقاضاته قبل الإستماع لرد فعله الذي تأخر كثيراً.
الجدير بالذكر أن الإساءة والتعريض بالثائرات اليمنيات في ساحات الثورة منذ إندلاعها في بداية العام الماضي ليس بالأمر الجديد علينا, إنما الجديد في الأمر الآن هو ان تأتي هذه المرة من طرف يقدم نفسه كثائر ومدافعاً وداعماً للثورة وساحاتها ومسيراتها برجالها ونسائها وهذا أقسى وأمر.
وسبحان الله عما تصفون.
امل الباشا
رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان
(SAF) صنعاء, اليمن. 27 مايو 2012
No comments:
Post a Comment